البحث

الأحد، 6 سبتمبر 2009

أمجــــد ...

أمـــجد ....


اقبل نحوي على كرسية المتحرك وهو يحرك يده بتجأهي؛؛
مددت يدي فامسك بي وهو يردد " سيدة ... ماي " ردد هذه الكلمات مراراً وتكرراً وانا أحاول فهم مايقول ولكن دون جدوى
نزلت لـ اجلس مساويه له ويده مازالت تمسك بي ؛؛؛
" أمجد حبيبي شو تبي "" سيدة ... ماي "نظرت الى الممرضه الواقفه
فقالت: يبغي يروح عند النافوره عشان يشوف الماي ؛؛؛

عدت بنظري اليه وقلت له " حبيبي تو ليل بنطلع الصباح "أمسك يدي بقوة مصراً على طلبه.
أخذته أنا وإحدى زميلاتي ولكن عندما وصلنا الى البوابه الرئيسيه غير رأيه وأوقف كرسيه المتحرك واراد العوده الى حيث كان !!

طلب منا أن نرفعه من على الكرسي ؛؛؛
رفعه أحد الزملاء وتعلق به ولما يشاء العوده الى الكرسي رغم كل المحاولات منا ؛؛؛
كان متشبث بـ الزميل ويده حول عنقه ؛؛؛
لـ تأتي الممرضه وتخاطبه " أمجد عن الدلع أنزل "
/
\
إحكموا إن كان دلعاً بعد معرفة قصة أمجد ....!

/...
.../

ولد أمجد منذ مايقارب 5 سنوات بشلل دماغي شل حركته ونطقه واستيعابه للكثير من الاشياء.!
ولد في ليله غاب فيها الظمير وغاب فيها اسم الأمومة!!
غابت فيها كل المشاعر الانسانيه !
حتى تلك المشاعر التي يحملها الحيوان لـ ولده لم تكن موجوده تلك الليله !!

تركته أمه في المستشفى بعد ولادته ؛؛
والتي أجزم أنها لم ترى وجهه حتى !!
تركته بلا هويه ولا حياة كـ باقي الاطفال !!؛؛؛؛؛

كنت أرى الحالات المسجله في القسم ولفت انتباهي مريض بلا اسم !
بل كُتب باسم امة الذي دخلت به المستشفى ( وقد يكون مستعاراً )كان مذكور انه يعاني من شلل دماغي ؛؛
فاردت ان ارى الحاله.
فسالت الممرضه: أين هذا المريض ؟
فـ أجابت إنه" أمجد "نظرت اليه ! "وليش ما مكتوب باسمه" !

قالت : أمه ولدته وشردت قبل خمس سنوات .......
ولد أمجد بشلل دماغي نتيجة إصابة الدماغ في مرحلة نموه داخل الرحم وبعده.
ومن يومها وهو يعيش هنا في القسم ...

/\
/\

أمجد ليس الطفل الوحيد وليس الاول ولا الأخير !

من نعاتب؟!
الأم !(ان كانت تستحق هذه الكلمه)
الأب ! ( ان كان يستحق هذه الكلمة أيضاً )
الاسرة !
المجتمع !


عندما كنت في احد المستشفيات كان يوجد 8 اطفال من غير هويه !!

ولكن أمجد لفت انتباهي كثيراًأفلا يكفي ماهو فيه !
كيف سيواجه الحياة هذا الطفل !
عندما تعلق بـِ أحد الزملاء أيقنت انه يفتقد الحضن الحنون !
عندما رفض الخروج لرؤية النافورة ايقنت انه يخاف الخروج خارج المستشفى!


أيقنت أنه لايعيش تلك الطفوله التي يجب أن يعيشه !
لا أنكر اهتمام الممرضات به فهن نعم المربيات له... ولكن هل هذا سيغنيه عن حقوقه كـ طفل !
كيف يعيش طفل في مستشفى تعج به الكثير من الامراض !


يالله لو تعرفون أمجد
وترون برائته وضحكته ؛؛؛
لنفطرت قلوبكم عليه ....

لك الله يـ عزيزي

ملاحظه:أسم أمجد اطلقته الممرضات عليه فقط ؛؛ فـ مازال أمجد بلا هويه .

هناك 7 تعليقات:

  1. موضوع محزن، بل مبكي، يا أشجان

    هذه هي بداية أمجد..فأين ستكون نهايته؟!

    أعانه الله على ما ابتلاه بي وصبره عليه

    شكراً لك لطرح هذه القضية

    ردحذف
  2. اشجان فجرتي مشهدا ما زال في ذاكرتي لاحد هؤلاء الاطفال (طفلة) .. الأم بلا شفقة والشنق قليل بحقها .. هؤلاء (الآباء والامهات) ليسو بشر ولا حتى حيوان .. هؤلاء شياطين .. بل اشد وطئا من الشياطين ..

    ردحذف
  3. بدر العبري

    نهايته غامضة ويصعب علينا توقعها !!



    نور العلم

    المشهد يتكرر كثيراً !

    ردحذف
  4. أشجان،
    لا زال المشهد ذاك يتكرر،
    ولا حياة لمن تُنادي،

    بلاهوية.. لٌقطقاء، أبناء الدهليز، والإسم الأكثر إيلاما والأكثر شيوعا" أبناء حرام"!

    ربي،شهوةمظللة، تطفيئ حياة أتت على إثرها ، بلا نبض لهوية، ولا عنوان ولا إسم أب حقيقي ، ولا قبيلة !!

    أشجان ، سأكون مُتابعة لحرفك،
    فهو شجي كأنتِ ،
    لقلبكِ حدائق جوري.

    ردحذف
  5. السلام عليكم
    موضوع مؤثر جدا يا اشجان

    ولا حياة لمن تنادي


    عموما سجليني متابعا لك في مدونتك

    للمرة الاولى اراه من خلال بحثي في النت حيث ارشدني لهذه المقالة

    حيث اني طالب في كلية الطب السنة الرابعة
    عموما لاتنسي ان تكتبي لنا عنك دراستك للطب وماذا تخططين لما بعد البكالريوس وغيرها حتى نستفيد


    شكرا

    ردحذف
  6. عُلا ..

    لـ حياة لمن تنادي مثلما قلتِ

    نهايتهم مجهوله وحياتهم مأساة ... ينبذهم المجتمع ويشعرون بالنقص والعار !

    متابعتكِ تسعدني عزيزتي

    /
    \

    عثمان

    وعليكم السلام أخي


    اهلاً بك متصفح وزميل ..

    سـ أكتب بأذن الله ولكن دعنا نمسك طرف الخيط اولاً :)

    ردحذف
  7. اختي اشجان لما اي امراه تدخل للمستشفى للولاده ليش ما ياخذ منها كل البيانات اللي تدل على هويتها وهوية الزوج ولو قدر الله واستوى شي من ذا القبيل تقدر بالقانون تجيبهم

    ردحذف